عشبة المخينزة، والمعروفة علمياً باسم **Chenopodium ambrosioides** أو **الأثينة العطرية**، هي نبات عشبي ينتمي إلى عائلة *القطيفية (Amaranthaceae)*. تُستخدم هذه العشبة في العديد من الثقافات حول العالم بفضل فوائدها الطبية المتعددة. إليك نظرة شاملة على فوائد واستخدامات عشبة المخينزة:
الفوائد الصحية لعشبة المخينزة:
1. **مضاد للطفيليات**: تُستخدم عشبة المخينزة بشكل تقليدي كمضاد للطفيليات، وخاصة في علاج الديدان المعوية مثل الدودة الشريطية والديدان الأسطوانية. تحتوي العشبة على مركب يُعرف باسم الأسبارتيك أسيد (Aspartic acid) الذي يساهم في التخلص من الطفيليات.
2. **مضاد للميكروبات**: أظهرت الدراسات أن الزيوت الأساسية المستخلصة من عشبة المخينزة لها خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات. لذلك، تُستخدم في علاج التهابات الجهاز التنفسي وبعض الأمراض الجلدية.
3. **مضاد للتشنجات**: تُستخدم العشبة في الطب التقليدي لتهدئة التشنجات والآلام المصاحبة للتقلصات العضلية، خاصة في حالات المغص المعوي.
4. **مضاد للالتهابات**: تمتاز عشبة المخينزة بخصائصها المضادة للالتهابات، مما يجعلها مفيدة في علاج التهابات الجهاز الهضمي والتهاب المفاصل.
5. **تحفيز الجهاز الهضمي**: تساعد المخينزة في تعزيز الهضم وزيادة إفراز العصارات الهضمية، مما يساهم في تحسين عملية الهضم وتقليل الغازات والانتفاخات.
6. **مدر للبول**: تُستخدم المخينزة كمدر للبول، مما يساعد في التخلص من السوائل الزائدة في الجسم ويساهم في علاج احتباس السوائل وارتفاع ضغط الدم.
7. **مضاد للحمى**: في بعض الثقافات، تُستخدم المخينزة لتخفيف الحمى بفضل خصائصها المبردة والمضادة للالتهابات.
8. **تحفيز الجهاز التنفسي**: يُعتقد أن المخينزة تساعد في تخفيف احتقان الجهاز التنفسي وتقليل الأعراض المصاحبة للربو والسعال.
الاستخدامات التقليدية:
- **العلاج بالطريقة التقليدية**: كانت تُستخدم المخينزة عبر تاريخها الطويل في الطب الشعبي لعلاج مجموعة واسعة من الأمراض، بما في ذلك الأمراض المعدية، الطفيليات المعوية، والأمراض الجلدية.
- **الاستخدام في الطهي**: في بعض الثقافات، تُستخدم المخينزة كنوع من التوابل في الطهي، حيث تُضاف إلى الأطعمة لمنحها نكهة مميزة وفوائد صحية إضافية.
تحذيرات واحتياطات:
على الرغم من الفوائد العديدة لعشبة المخينزة، يجب توخي الحذر عند استخدامها:
1. **الجرعات العالية**: يمكن أن تكون الجرعات العالية من عشبة المخينزة سامة، خاصة للأطفال والحوامل. لذلك، يجب استشارة الطبيب قبل استخدامها.
2. **الحمل والرضاعة**: يُفضل تجنب استخدام عشبة المخينزة خلال فترة الحمل والرضاعة بسبب تأثيرها القوي على الجسم.
3. **التفاعلات الدوائية**: قد تتفاعل عشبة المخينزة مع بعض الأدوية، لذا يجب استشارة الطبيب إذا كنت تتناول أي أدوية بانتظام.
**تحذير من استخدام نبتة “المخينزا” في الطب التقليدي**
أصدر المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، التابع لوزارة الصحة، تحذيراً بشأن استخدام نبتة “المخينزا” (المعروفة أيضاً بالأثينة) في الطب التقليدي، بعد أن رصد حالات تسمم خطيرة لدى أطفال في المغرب.
في العدد 46 من مجلته الفصلية "Toxicologie"، أشار المركز إلى أن نبتة “Chenopodium ambrosioides L”، والتي تُستخدم في المغرب بشكل شائع كعلاج للأطفال ضد الحمى والتشنجات، قد تسببت في حالات تسمم حادة.
تضمن التقرير حالتين خطيرتين لأطفال تعرضوا للتسمم نتيجة استخدام نبتة “المخينزا” كعلاج. الحالة الأولى تتعلق برضيع يبلغ من العمر 16 شهراً، نُقل إلى قسم الطوارئ بعد فقدان الوعي إثر تناول كمية غير معروفة من النبتة لعلاج التهاب المعدة والأمعاء. بعد تلقي العلاج، تحسنت حالته خلال أقل من 12 ساعة.
أما الحالة الثانية، فكانت لطفل رضيع في السابعة من عمره، نُقل إلى المستشفى وهو فاقد للوعي وبدرجة حرارة تصل إلى 40 درجة مئوية بعد تناول كمية غير محددة من النبتة لعلاج الحمى. بعد عدة ساعات، تدهورت حالته وأصيب بالإسهال وبطء في معدل ضربات القلب، مما أدى إلى سكتة قلبية بعد 18 ساعة من دخول المستشفى، رغم جهود الأطباء في إنقاذه.
تجدر الإشارة إلى أن نبتة “المخينزا” التي بدأت زراعتها في الحدائق المحيطة بمراكش أصبحت الآن منتشرة في مختلف أنحاء المغرب، حيث تنمو في الأراضي الجافة وعلى جوانب الطرق والأماكن المهجورة. وتستخدم في الطب التقليدي لعلاج أمراض الجهاز الهضمي، التيفوئيد، الدوسنتاريا، والقروح، كما تُستخدم لتخفيض درجات الحرارة.
أكد المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية أن استخدام نبتة “المخينزا” يمكن أن يؤدي إلى حالات تسمم خطيرة نتيجة الجرعة الزائدة، حيث أن الجرعة السامة قريبة جداً من الجرعة العلاجية. كما أن تخزين النبتة بشكل غير مناسب أو تلوثها بالسموم الفطرية أو المعادن الثقيلة ومبيدات الأعشاب قد يزيد من خطورة التسمم.
أوضح التقرير أن النبتة تحتوي على مركب أسكاريدول (Ascaridol) بنسبة 60 إلى 80 في المئة، وكربيدات التربين (carbures terpéniques) بنسبة 20 إلى 30 في المئة، إضافة إلى حمض البوتيريك وساليسيلات الميثيل.
ورغم الاستخدام التقليدي الواسع لنبتة “المخينزا”، فإنها ما زالت تشكل مصدراً للتسمم الخطير والوفيات، خصوصاً في منطقة فاس مكناس حيث يُلاحظ استخدام الأعشاب الطبية بشكل مفرط. دعا المركز إلى أن يكون الأطباء على دراية بحالات التسمم بسبب هذه النبتة عند ظهور علامات عصبية غير مبررة، وشدد على أهمية تحذير الأهالي لتجنب هذه المخاطر.
الخلاصة:
تُعتبر عشبة المخينزة من النباتات الطبية القوية التي تُستخدم لعلاج العديد من الحالات الصحية. ومع ذلك، يجب استخدامها بحذر وتحت إشراف طبي لتجنب أي آثار جانبية محتملة. يمكن أن تكون هذه العشبة إضافة قيمة لنظامك الصحي، خاصة إذا كنت تبحث عن علاجات طبيعية وفعالة.
إرسال تعليق