مدخل التزكية ،التوحيد و الحرية ،الإلحذ بين الوهم والحقيقه ،النظر والتفكر القران الكريم منهج الحياة


 تعريف مدخل التزكية :

 مدخل التزكية هو مصطلح يشير إلى علم التزكية النفسية في الإسلام، وهو فرع من فروع العلوم الدينية يهتم بتطهير النفس وتحسينها، وتطوير الأخلاق والسلوكيات الإيجابية. يهدف مدخل التزكية إلى تحقيق السعادة والرضا الداخلي من خلال تنمية الروحانية وتطوير العلاقة مع الله وتحقيق السلام الداخلي.

تشمل مداخل التزكية عدة مفاهيم وطرق منها: الذكر والدعاء، والتفكر والتأمل في آيات الله وآثاره، وترك المعاصي ومحاربة الشهوات، والتوبة والاستغفار، والمحافظة على الصلوات وأداء العبادات، وتعزيز الأخلاق الحميدة مثل الصدق والأمانة والتواضع والصبر والعفة والإحسان إلى الناس.

يعتبر مدخل التزكية جزءًا أساسيًا من الدين الإسلامي، حيث يؤمن المسلمون بأهمية تحسين النفس وتطويرها لتحقيق الرضا الدائم والنجاح في الدنيا والآخرة.

درس التوحيد و الحرية 

التوحيد : هو تفريد الله بالعبادة، واعتقاد وحدانيته في جوانب ذاته وصفاته وأفعاله، وتمييزه بما يميزه من الأسماء والسيادة.

الحرية:  هي حالة التحرر من القيود التي تقيّد الفرد وتمنعه من اتخاذ القرارات وتحقيق إمكانياته الكاملة. وهذا يتيح للشخص العيش وفقًا لإرادته الشخصية وقيمه، دون تدخل خارجي أو قيود تقتلع منه القدرة على التصرف بحرية واختيار مسار حياته.

علاقة التوحيد بالحرية تتجلى في العديد من الجوانب في الفكر الإسلامي. التوحيد يشير إلى توحيد الله وإيمان المسلمين بوحدانية الله في العبادة والخلق والتدبير. ومن ثم، يعتبر التوحيد مفتاحاً للحرية الحقيقية والتامة.

في السياق الإسلامي، يعتبر الله مصدر الحرية الحقيقية للإنسان. عندما يؤمن المسلم بتوحيد الله، فإنه يفهم أن الله هو الوحيد الذي يستحق العبادة والطاعة، وبالتالي، لا يكون متعلقاً بأي شيء آخر في هذا العالم. هذا يعني أنه لا يكون مستعبداً لأي شخص أو جماعة أو نظام بشري. بالتالي، يحظى المؤمن بالتوحيد بحرية الفكر والعبادة والتصرف والاختيار.

علاوة على ذلك، يقدم التوحيد للإنسان إطاراً قوياً للقيم والأخلاق. عندما يؤمن المسلم بتوحيد الله، يكون لديه توجه واضح نحو الخير والعدل والرحمة، ويتجنب السلوكيات الضارة والظالمة. هذا يعزز حريته من خلال إعطائه القدرة على اتخاذ القرارات الحرة والصائبة وفقاً لمبادئه الإيمانية.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي التوحيد إلى تحرير الإنسان من الخوف والقلق. حينما يعيش المؤمن في وعي بتوحيد الله، يثق في قدرة الله وحكمته، ويعلم أن الله موجود ليحميه ويهديه ويدعمه في كل مرحلة من مراحل حياته. هذا يمنحه الثقة والأمان والحرية من الشكوك والهواجس.


إذا، يمكن القول بأن التوحيد يشكل أساساً للحرية الحقيقية والمستقلة في الفكر والعبادة والسلوك في الإسلام.

 درس 2 إلإلحاد بين الوهم والحقيقه 

الإلحاد يعبر لغويًا عن الميل غير المقصود، أما اصطلاحًا فيشير إلى مذهب فكري ينكر وجود الله ويعتبر الدين إنشاءً بشريًا، ويفترض بأن الكون نتاج الصدفة.

أنواع الإلحاد يمكن تقسيمها إلى ثلاث فئات رئيسية:

1. الإلحاد بإنكار وجود الله:

هذا المفهوم يعبر عن رفض وإنكار الإيمان بوجود الله، ويمثل المظهر الأساسي للإلحاد. يمكن الرد على هذا النوع من الإلحاد بمنطق يؤكد أن الكون لا يمكن أن يكون نتاج صدفة فقط، وبأن الإنسان لا يمكن أن يُقدم على صناعة شيء مثل جسد الإنسان أو الحيوان بما يتناسب مع تنظيم الله.

2. الإلحاد في أسماء الله وصفاته:

يشمل هذا النوع من الإلحاد تشويه صورة الله والتشبيه بين صفاته وصفات الخلق، أو تجاهل معاني أسماء الله الحسنى.

3. الإلحاد بالقرآن الكريم كله أو بعضه:

هذا النوع من الإلحاد يشمل الإيمان ببعض محتويات القرآن الكريم ورفض بعضها الآخر بحجة عدم التفاقم مع معتقداتهم الشخصية أو حياتهم. يُذكر القرآن الكريم الذين يُنكرون بعض الكتاب ويؤمنون ببعضه الآخر، ويحذرهم من العذاب في الدنيا والآخرة.

4. الإلحاد بإنكار البعث:

يُعبر هذا النوع من الإلحاد عن رفض الإيمان بالبعث والحياة الآخرة، حيث يعتقد الشخص أن الحياة الدنيا هي كل ما هو موجود، وينكر أن يكون هناك بعث بعد الموت.

منهج القران الكريم في إبطال أوهام الملحدين

حقائق الإيمان تفند شبهات الملحدين، ويعتمد القرآن الكريم على منهج متنوع في تفنيد أوهامهم. فقد يستخدم القرآن الأسلوب الوصفي التصويري لتوضيح المعنى وإقناعهم، أو يتبع أسلوب الترغيب والترهيب بالشدة أو اللين في الخطاب، وقد يتناول الحساب الآخروي وعواقب العذاب المحتملة، ويقدم أمثلة توضح المقال، ويعرض حججهم الناكرة لوجود الله ويبطلها بأدلة قاطعة.

على سبيل المثال:

- قال تعالى: "قل لئن اجتمعت الجن والإنس على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا".

- وقال تعالى: "أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ . أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ . أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ".

ومن آثار الإلحاد:

- الخروج عن الفطرة، فالإنسان خُلِقَ على العبادة وإنكار العبودية يُقلِب الفطرة ويخلق اضطرابًا في النفس.

- العذاب النفسي والقلق، حيث يعاقب الله الملاحدة بالاضطراب النفسي.

- العذاب المادي في الدنيا قبل الآخرة، وذلك بفقدان السلام والسعادة في الحياة الدني

درس الثالث النظر والتفكير:

مفهوم النظر والتفكر يشير إلى التأمل والاهتمام بالعقل والتأمل في الكون والتفكير في البراهين والأدلة التي تدل على وجود الله وحكمته في الخلق والتدبير.


مفهوم النظر:

يشير النظر بمفهومه اللغوي إلى التأمل والنظر بعناية، أما في السياق الديني فهو يشجع على استخدام العقل وتحليل البراهين التي تدل على وجود الله وحكمته في الكون.

مفهوم التفكر:

يعني التفكر التأمل واستخدام العقل والقلب في تعزيز العلاقة مع الله والتوجه من معرفة المخلوقات إلى معرفة الخالق.

مجالات النظر والتفكر ومقاصدها:

- مجال الأفاق: يشجع القرآن على التأمل في آيات الله في الكون والأرض للتوصل إلى الإيمان بوجود الله.

- مجال الأنفس: يدعو الإنسان إلى التفكر في ذاته وفهم هدف وجوده ومصيره في الدنيا والآخرة.

أهمية النظر والتفكر تكمن في عدة مقاصد:

1. تعزيز الإيمان وتثبيته في قلوب المؤمنين، وتوطيد العلاقة الروحية مع الله.

2. تحقيق العلم والمعرفة، والتي تقود الإنسان إلى فهم أعمق لله وخلقه، مما يزيد من استقامته والتزامه بشرائع الدين.

3. تحقيق خشية الله، حيث يتمتع أهل العلم بخشية الله وتقواه، وهم الذين يحققون الوقوف على مرتبة عالية من التقوى.

4. ترسيخ محبة الله في النفس، والتأكيد على شكره وامتنانه على نعمه التي لا تحصى.

5. دور التفكر والنظر في تطوير العلم وتقوية الإيمان، حيث يؤدي إلى رفع مستوى الفرد في مقامات الإيمان والعبودية، ويجعله يصعد في سلم التقوى والترقي الروحي.

أهمية النظر والتفكير في تقدم في العلم والإيمان:

النظر والتفكر في الكون يمثلان دورًا بارزًا في تطوير العلم وتعزيز الإيمان، فهما يساهمان في رفع المرء إلى مستويات أعلى من الروحانية والمعرفة. ينبغي للفرد الذي يتفكر في عجائب الخلق أن يسعى إلى الارتقاء في درجات الإيمان، حيث يزيد التفكر من عمق العلم ويعزز الثقة بالله. وكما يقول الله في كتابه: "إنما يخشى الله من عباده العلماء".

درس الرابع: القران الكريم منهج الحياة 

مفهوم القرآن الكريم يتضمن فهمه كلام الله بلغة واصطلاحًا. بلغة، يُفهم من قراءته معاني متنوعة، كتلاوة وتجميعا، كما هو مذكور في قوله تعالى. أما اصطلاحاً، فهو كلام الله المنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو دليل على الهداية والإرشاد، يخرج البشر من ظلمات الجهل والكفر إلى نور العلم والإيمان، ويُرشد إلى الحق ويميز بين الحلال والحرام.

تمزج مقاصد القرآن الكريم بين الهداية والإرشاد، فإنه نزل بوحي من الله ليخرج البشرية من ظلمات الجهل والكفر إلى نور العلم والإيمان، ويهديهم إلى طريق الله العزيز الحكيم، فقد قال تعالى: "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم"، ويأتي بتوجيه وإرشاد نحو الخير، مميزاً بين الحق والباطل، وبين الحلال والحرام، ويهدي الناس في شؤون دنياهم وآخرتهم، فكما قال تعالى: "إنا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا".

شروط تجسّد منهج القرآن الكريم في الحياة:

1. الإيمان الثابت بأن القرآن الكريم وحي من الله.

2. النظافة الجسدية والروحية؛ فقد قال الله: "لا يمسه إلا المطهرون".

3. قراءة القرآن وتلاوته؛ كما قال تعالى: "ورتل القرآن ترتيلا".

4. فهم معانيه ودلالاته؛ كما قال الله: "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مذكر".

5. الاستماع له والانصات إليه؛ كما قال الله: "وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون".

6. التأمل فيه وتدبره، واستخدام العقل في فهمه؛ فقد قال الله: "أفلا يتدبرون القرآن".

7. العمل بتعاليمه؛ فقد قال الله: "الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه".

8. تعليمه وتعلمه للناس؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه".

9. نشره بين الناس ودعوتهم لاتباعه؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "بلغوا عني ولو آية".


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة