السياسة هي علم وفن تنظيم الشؤون العامة واتخاذ القرارات التي تؤثر على المجتمع وتوجه مساره. تشمل السياسة دراسة كيفية توزيع السلطة والموارد في المجتمع، وتحديد الأهداف ووضع السياسات والبرامج التي تسعى لتحقيقها. تعتمد السياسة على العديد من العوامل مثل القيم، والمصالح، والقوى الاجتماعية والاقتصادية، وتتضمن أيضًا عملية صنع القرارات وتنفيذها ومتابعتها.
تتفاوت أشكال السياسة ومجالاتها بين الدول والثقافات، وتتضمن مجالات متنوعة مثل السياسة الخارجية، والاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية، وغيرها. تلعب السياسة دورًا حيويًا في تحديد شكل وتوجه المجتمعات وتحقيق مصالحها المشتركة.
الدولة : هي كيان سياسي واجتماعي يتمتع بسيادة على إقليم معين ويضم مجتمعًا من الأفراد تحت سلطته. تقوم الدولة بتنظيم الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية داخل حدودها، وتوفير الخدمات الأساسية لمواطنيها مثل الأمن، والعدالة، والتعليم، والصحة. تتألف الدولة من مؤسسات حكومية متعددة تعمل على تنفيذ السياسات واتخاذ القرارات، بالإضافة إلى وجود نظام قانوني يحكم تفاعلات المواطنين مع بعضهم البعض ومع الدولة.
موقف الفلاسفة :
موقف هيغل يبرز تحولًا في الفكر السياسي والفلسفي، حيث يرى أن الدولة تمثل فعلًا للفكرة الموضوعية الأخلاقية. يعارض هيغل التصور التعاقدي للدولة الذي يروج لفكرة أن الدولة هي نتاج عقد اجتماعي بين الأفراد، وبدلاً من ذلك، يعتبر هيغل أن الدولة لها وجودًا مستقلًا وأنها تمثل إرادة الأمة وروحها.
وفي تصوير هيغل، تمثل الدولة وحدها الإطار الذي يجمع بين الحق والأخلاق، وتحقق الإرادة الحرة والكونية كفكرة أخلاقية. وبالتالي، تعتبر الدولة غاية في ذاتها، حيث تمثل مسيرة العقل الجدلية وتجمع بين الحرية الفردية والمصلحة العامة.
يظهر هذا الموقف الفلسفي تحديًا للتقاليد الفلسفية السياسية التعاقدية، ويعزز فكرة أن الدولة لها وجودًا مستقلًا وتمثل فعلًا للإرادة الحرة والكونية.
جون لوك : يعتمد على فكرة التعاقد الاجتماعي كمصدر لمشروعية الدولة. يعتقد لوك أن الدولة تستمد سلطتها من اتفاق إرادي بين الأفراد والحاكم، حيث يقوم الأفراد بتنازل جزء من حقوقهم الطبيعية في سبيل الحفاظ على الأمن والاستقرار المدني، مقابل حماية حقوقهم المتبقية.
وفي تصوير لوك، يحق للحاكم الحصول على السلطة وتولي الحكم بموافقة الشعب، وهو ملزم بحماية حقوق المواطنين وضمان حريتهم وملكيتهم. كما أن لوك يؤكد على أن الحكومة ليست فوق القانون وأن الحاكم يجب أن يتحمل المسؤولية أمام الشعب ويكون ملزمًا بالقانون.
بالتالي، يرى لوك أن غاية الدولة هي توفير الأمن وحماية حقوق المواطنين، وأن أي اعتداء على هذه الحقوق يجب أن يعرض المعتدي للزجر والعقاب. يعتبر لوك هذه الفلسفة السياسية العقلانية والمبنية على التعاقد والحقوق الطبيعية أساسًا لتأسيس الدولة وتشكيل العلاقة بين الحاكم والمواطن.
إرسال تعليق